{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا، وأدركوا كل ما يرام المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم :-





1- { فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
} و الخشوع في الصلاة يكون في استحضار قلب المصلي بين يدي الله تعالى
مستحضرآ قرب الله منهـ مطمئن القلب و النفس قليل الإلتفات و ساكن الحركهـ
يصلي بأدب و جميع ما يقولهـ و يعملهـ حاضرآ معهـ من أول صلاتهـ إلى آخرها
..





2- { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
} و المعرضون عن اللغو تعني الذين لا ينطقون بالمحرمات و الرذيلة و الشتم
أو الكلام بغير فائدة وعن كل باطل و لهو وما لا يحل من القول و الفعل رفعآ
عنه و تنزهآ لأنفسهم والذين إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم من
الدخول فيهـ ..





3- { وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ } بمعنى مؤدون لزكاة المال بإختلاف أنواعهـ و أشكالة و مزكون لأنفسهم بالبعد عن أدناس الأخلاق و مساوئ الأفعال و المحرمات ..





4- { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } أي حفظ الفرج عن الزنا و عن النظر أو اللمس من الجميع { إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } لأن الله تعالى أحلهما ..





ويدل قوله { أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
} أنه يشترط في حل المملوكة أن تكون كلها في ملكه، فلو كان له بعضها لم
تحل، لأنها ليست مما ملكت يمينه، بل هي ملك له ولغيره، فكما أنه لا يجوز
أن يشترك في المرأة الحرة زوجان، فلا يجوز أن يشترك في الأمة المملوكة
سيدان ..





5- { فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } أي ارتكاب فاحشة الزنا أو نكاح غير الزوجة أو المملوكة مما لا يحل له ..





6- { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
} أي مراعين للأمانات و العهود و القيود و محافظين عليها و حريصين على
القيام بها و أدائها فجميع ما أوجبهـ الله على عبدة أمانة على العبد حفظها
بالقيام التام بها, و كذلك أمانات البشر كأمانات المال و أمانات الأسرار و
نحوهما فعلى العبد اداء الأمانتين ..





7- { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } إي المحافظون على صلاتهم بإدائها في أوقاتها و حدودها و أشراطها و أركانها و الخشوع بأدائها فمن يداوم على الصلاة بغير خشوع كمن يخشع بالصلاة من غير مداومة و كلاهما مذموم ناقص فيجب على المصلي الإنخلاع عن الدنيا و ما فيها فور بدءه بالصلاة و قولهـ الله أكبر ..





8- { أُولَئِكَ هم الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
} أي الذين يتصفون بهذه الصفات يفوزون بالفردوس الأعلى الذي هو أعلى الجنة
ووسطها وأفضلها، لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها, و التمتع بكامل
نعيمها و أفضلهـ, خالدون لا يموتون ولا يصيبهم أي مكروه ..







الدال على الخير كفاعلهـ ,, فلا تبخل على نفسك بنشرها و أخذ اجر من قرأها بسببك