بسم الله الرحمن الرحيم
*اعتزال الميدان السياسي خطأ وأما استفراغ جهود الدعاة والإسلاميين ومقدراتهم في الميدان السياسي الحالي فهو خطيئة .
* تسلم الإسلاميين للسلطة في ظل هيمنة القيم الغربية على نظمنا السياسية يفضي لضريبة لا بد من دفعها من رصيدنا القيمي والفكري الذي ينبغي تعويضه
* العمل الدعوي الذي يمتزج بطبقات المجتمع جعل من ( إسقاط الإسلاميين ) محطة فشل عجز الغرب وعملاؤه عن تجاوزها عبر مقدراتهم الإعلامية والسياسية
* استدراج ( معظم ) مقدرات الإسلاميين وإمكاناتهم لمربع ( السلطة والصراع السياسي ) يُراد به ( حرق) منجزاتهم التي بنوها منذ نصف قرن .
*يقول جراهام فولر في كتابه الإسلام السياسي ٢٠٠٣ ما معناه :
لا شئ قادر على إظهار الإسلاميين بمظهر الفشل كتجربة فاشلة في السلطة
* مثال للتوضيح :
ماذا لو استفاقت الجماهير على اجتماع بين الدكتور مرسي ونتيناهو ..وهذا من الناحية السياسية وارد جدا لطبيعة العلاقة بين الدولتين
* سينقسم الناس إلى قسمين : قسم سيحاول التبرير بحجة الضغوط الدولية..الخ وفي النهاية سيتقبل هذا القسم مع الزمن تطبيع العلاقة مع الصهاينة ..الخ
*القسم الثاني : سيرفض اجتماع إسلامي مع الصهاينة ولكنه سينفض يده عنهم وعن مشروعهم وسيعتبرهم نسخة حديثة للنظم السابقة التي رضخت للصهاينة
* ملحوظة : أنا هنا لا أتبنى أي رأي ولكني أسوق أمثلة لتوضيح الفكرة فقط ، وأن هناك كلفة باهظة ينبغي التفطن لآثارها وتداعياتها
* حالة الإنهاك والإجهاد التي يعانيها الإسلاميون في مصر وتونس عبر الفلول والنظم الوظيفية الفاسدة تستهدف ترويضهم وتقليص سقف طموحاتهم
*اعتزال العمل السياسي يفضي لانفراد العلمانيين بصياغة الدساتير مع ملاحظة أن هذا مطلب غير عملي فالتيارات الإسلامية حزمت أمرها بهذا الاتجاه
* اقترح لمحاولة التقليل من الضريبة الباهظة لاستلام الإسلاميين للسلطة العمل عبر مسارين : أحدهما استراتيجي وثانيهما مرحلي أو تكتيكي
* المسار المرحلي : مشاركة سياسية لإسلاميين مستقلين لايستلمون السلطة ويقدمون خطابا نقديا لأخطاء الإسلاميين في السلطة مع نصرتهم في مواطن الاتفاق
*هذا المسار النقدي ميزته أنه لا يقولب ( المشروع الإسلامي ) أمام الشعوب في تجربة حزب معين في السلطة فيسقط المشروع شعبيا بسقوطه أو فشله
*من جهة أخرى يمكن للتيار الإسلامي المستقل أن يقدم جرعة نقدية نابعة من رؤية شرعية داخل قبة البرلمان .
*المسار الاستراتيجي الذي ينبغي أن نوليه الاهتمام الأكبر هو الخيار الدعوي الذي أصابه الضمور بعد الثورات وهو الحصن الذي حمى الدعوة في وقت الملمات
*ختاماً : لستُ أشك في النوايا النبيلة والضغوط الكبرى التي يكابدها الإخوان في مصر والنهضة في تونس وكل منصف يثمن هذا ويقدره ويدعو لهم بالتسديد
* ما سبق لا يعدو أن يكون خواطر ومقترحات قصدتُ بها تحريك الأذهان واستشراف التحديات وأنا في هذا كله محب لكل دعاة الإسلام ومناصر لهم على خصومهم.